إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله بفضله فلا مضل له ومن يضلل بعدله فلا هادى له
اللهم يامعلم أدم وابراهيم علمنا ويامفهم سليمان فهمنا ويامؤدب محمد صلى الله عليه وسلم أدبنا
أما بعد
يقول الله عز وجل فى سورة التوبة بسم الله الرحمن الرحيم ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون ) صدق الله العظيم
وفى سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) صدق الله العظيم
لو تحدثنا عن رحمة النبى ماذا نقول
فى بداية الدعوة
لما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل الطائف ودعاهم إلى الاسلام
ولاقى النبى صلى الله عليه وسلم أشد المعاناة والتعنت من أهل الطائف حتى خرجت الصبيان والنساء تضرب النبى صلى الله عليه وسلم بالحجارة حتى سال الدم من حبيبنا محمد فدعا الله عز وجل بالدعاء المشهور ( اللهم انى اشكو إليك ضعف قوتى........) فبعث الله عز وجل له ملك الجبال يقول له لو أردت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت فقال له الرحمة المهداة عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله
لما صعد النبى إلى السماء فى رحلة المعراج فرض الله عليه خمسين صلاة فلما رجع إلى موسى عليه السلام قال له إن أمتك لاتطيق فرجع إلى الله وسأله التخفيف حتى أصبحت خمس صلوات
لما رأه رجلا من المشركين فهاب الرجل النبى صلى عليه وسلم فلما رأى النبى الخوف فى وجه الرجل قال له هون عليك فأنا ابن امرأة كانت تأكل القديد .
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
لما سأله رجل يارسول الله أنحج كل عام فسكت النبى صلى الله عليه وسلم ولم يجيب فلما ألح الرجل قال له النبى صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت
لما جاءه رجل فوجده يقبل الحسن والحسين رضى الله عنهما وأرضاهما وكانا طفلين
فقال الرجل إن لى عشرة من الأولاد ما قبلت منهما واحدا فقال له النبى ماذا أفعل لك وقد قسى قلبك من لايرحم لا يُرحم
كان النبى صلى الله عليه وسلم أرق الناس وأحسن الناس كان إذا رأى طفلا صغيرا يمسح بيده الشريفة على وجهه ....إنه الحنان والعطف الذى يتميز به نبينا .
كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل الصلاة وسمع بكاء الأطفال يخفف من صلاته رحمة بالأطفال
بل ومن أجمل ما قرأت عن رحمة النبى صلى الله عليه وسلم قصة الجذع وحنينه لفراق النبى : قبل أن يبنى الصحابة منبرا للنبى صلى الله عليه وسلم كان الرسول يتخذ جذعا من النخل يخطب عليه فلما بنى الصحابة المنبر اخذ الجذع يبكى وسمع الصحابة بكائه وحنينه فما كان من الرحمة المهداة إلا أن ضمه إلى صدره فسكت الجزع
وقصة الجمل .... حتى الحيوانات كانت تعرف رحمة النبى صلى الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان يجلس مع أصحابه جاءه جمل فأخذ يقترب من النبى وكأنه يشتكى له فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاحب الجمل فجاء فقال له النبى ان الجمل يشتكى انك تعذبه وتجوعه.
بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا ان إمرأة دخلت النار فى هرة لا هى أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض
كذلك اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل غفر لبغى من بغايا بنى اسرائيل لأنها سقت كلبا كان عطشانا.
وتتجلى أعظم رحمة للنبى صلى الله عليه وسلم لأمته حينما دعا الله عز وجل أن لايهلك أمته بسنة عامة ...بمعنى ... من سنن الله عز وجل ان أى قوة فى العالم مهما بلغت قوتها وكيانها فإن الله عز وجل مهلكها لا محالة..
فأين الفراعنة وأين الرومان وأين الأغريق وأين الفرس.... كل هؤلاء القوى أزالها الله من الوجود وبقيت أثارها لنتعظ .....ولكن حبيبنا صلى الله عليه وسلم دعا الله أن لايهلك الأمة كباقى الأمم
وتتجلى أروع رحمة للنبى صلى الله عليه وسلم قبل وفاته فحينما خرج مع الصحابة يزور شهداء أحد والبقيع قال : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون
ثم قال : أبلغوا سلامى إلى أحبابى فقال الصحابة أولسنا أحبابك يارسول الله فقال النبى صلى الله عليه وسلم لا أنتم أصحابى أما أحبابى قوم آمنوا بى ولم يرونى ....صلى الله عليك ياحبيبى يارسول الله
ولا تتوقف رحمته عند هذا الحد بل تتجلى رحمته صلى الله عليه وسلم فى عرصات القيامة حيث الظلمات وحيث يفر الأب من ابنه والأخ من أخيه والأم من ولدها ويقول الجميع نفسى نفسى إلا حبيبنا محمد رحمة البشر ورحمة الله إلينا ...حيث تذهب البشرية جمعاء إلى آدم ثم إلى نوح ثم إلى جميع الأنبياء يقولون لهم اشفعوا لنا عند ربنا فتقول الأنبياء نفسى نفسى فيذهبوا إلى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها أنا لها فيذهب النبى ويسجد تحت العرش ويفتح الله عليه بمحامد لم تعطى لأحد من قبل فيقول له الله عز وجل : يامحمد سل تعطى واشفع تشفع فيقول الرحمة المهداة يارب أمتى ...أمتى .. فيقول الله عز وجل : لا نخزيك فى أمتك أبدا
صلى الله عليك ياحبيبى يارسول الله
فى الختام أخى ....أحتى : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرنا على الحوض
لكى يسقينا بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا.....فهل عملت لهذه اللحظة
هل استعددت لأن تشرب من رحمة النبى صلى الله عليه وسلم
والله لن نستطيع أن نصل إلى رسول الله على حوضه فى الأخرة إلا باتباع منهجه وسنته فى الدنيا
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم ( لقد من الله على المؤمنيت إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين ) صدق الله العظيم
التوقيع
أحزان قلبــــــــى لاتزول حتى أبشر بالقبول
وألقى كتابى باليمين وتقر عينى بالرسول
إرضاء الناس غاية لا تدرك وإرضاء الله غاية لا تتركلا تستوحش قلة السالكين ولا تغتر بكثرة الهالكينلا تنظر لمن هلك كيف هلك وانظر لمن نجى كيف نجىخذ العفو وأمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين