أخطاء رمضانيّة
أولاً : أخطاء في الصيام .
1- عدم إدراك البعض لفضائل هذا الشهر الكريم، فيستقبلونه كغيره من شهور العام، وقصارى اهتمام بعضهم به أن يستقبله بشراء الأطعمة والمشروبات بدلاً من الاستعداد للطاعة والعبادة، والاقتصاد في الإنفاق .
2- ومن الأخطاء - التي تصدر من ضعاف الإيمان - التأفف من دخول شهر رمضان، وتمني ذهابه وسرعة زواله وانقضائه؛ وذلك لما يشعر به من ثقل الطاعة على نفسه، والحدِّ من رغباتها وشهواتها، فلا يستشعر معنى التعبد وحلاوة الطاعة.
3- ومن الأخطاء عدم التفقه في أحكام الصيام وعدم السؤال عنها ، إذ القاعدة في ذلك أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
4- عدم تجنب المعاصي أثناء صيامهم؛ فتجد الصائم يتحرز من المفطرات الحسية، كالأكل والشرب والجماع، لكنه لا يتحرز من الغيبة والنميمة واللعن والسباب والنظر إلى المحرمات، وقد قال صلىالله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري .
5- ومن الأخطاء ترك بعض السنن، ظنّاً من الصائم عدم شرعيتها حال الصيام؛ كمن يترك المضمضة والاستنشاق خوفًا من وصول الماء إلى حلقه، مع أن المنهيَّ عنه إنما هو المبالغة في المضمضة والاستنشاق ،ومثل هذا يقال في ترك السواك بعد الزوال - بعد الظهر - تحرجاً من الإثم، مع أن الصحيح مشروعية استخدام السواك للصائم قبل الزوال وبعده .
6- ومن هذا القبيل تحرج البعض من بلع ريقه في نهار رمضان؛ لظنه أنه إذا بلع بصاقه فقد فسد صومه، وهذا ليس بصحيح، إذ لم يثبت في الشرع أن بلع البصاق من المفطرات التي يبطل الصوم بها .
7- ومن الأخطاء عدم تبييت النية لصيام الفرض من الليل أو قبل طلوع الفجر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له )رواه النسائي ، وفي رواية
من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له )والمشروع من ذلك أن يبيت النية في نفسه من غير تلفظ بها .
8- ومن الأخطاء التي يقع بها البعض في هذا الشهر تعمد الأكل والشرب مع أذان الصبح أو بعده، والذي ينبغي على المسلم أن يحتاط لصومه، فيمسك عن الطعام والشراب قبيل أذان الفجر بوقت يسير، وعلى أكثر تقدير بمجرد أن يسمع الأذان .
9- تخصيص هذا الشهر بالطاعة والاستقامة دون غيره من الشهور، وهو خطأ عظيم يدل على عدم إدراكهم لحقيقة شهر رمضان، وضعف تأثيره في نفوسهم، وفعلهم هذا يدل على عدم قبول الأعمال التي قدموها في رمضان؛ إذ من علامات قبول الطاعات التوفيق إلى الاستمرار في القيام بها والزيادة منها. فإن رب الشهور والأيام واحد، والله جل وعلا حذر من معصيته ومخالفة أوامره ونواهيه في كل وقت، ولا يزال المرء يتقلب في منازل العبودية ومدارجها حتى يأتيه اليقين من ربه .
10- ومن الأخطاء اتخاذ هذا الشهر فرصة للنوم والكسل في النهار وما يترتب عليه من إضاعة الصلوات أو تأخيرها عن وقتها، والسهر إلى ساعات متأخرة من الليل على ما يسخط الله ويغضبه.
11- تحرج بعض الصائمين من أن يصبح جنباً وهو صائم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم، فلا حرج على الصائم أن يصبح جنبًا، لكن الأفضل له أن يسارع للاغتسال .
12- ومن أخطاء بعض الصائمين سوء الخلق، وسرعة الغضب، والطيش في نهار رمضان بسبب الجوع وخلاء البطن ،و المصطفى صلى الله عليهوسلم يقول: (الصوم جُنَّة - أي وقاية وحماية - فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم ) رواه البخاري و مسلم .
13- ومنها ما يُلاحظ في أول شهر رمضان من كثرة المصلين والمقبلين على العبادة والطاعة، ثم لا يلبث أن يتسلل الفتور والتقصير إليهم، فيخبو هذا الحماس في آخر الشهر المبارك، والذي يفترض أن يضاعف فيه العبد الجهد والنشاط، لما للعشر الأواخر من مزية على غيرها، وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر، وأحيا الليل، وأيقظ أهله، كما ثبت في صحيح الحديث